سألتني هل تحبني ؟
فأجبت ...
إن كانت السطور أوتار الورق
سأعزف أسمك على شرايين قلبي
وإن كانت الحدائق ملعباً للزهور
سأغرز قبلاني على إمتداد جسدك
وسأسرق كلمات الغزل من مقاهي العشاق
وأقدمها لك عند الصباح مع فنجان القهوة
وسأرسم عينيك على كل إشارة مرور حمراء
ليتوقف الزمن ويطلب الإذن منك ليكمل مساره
وسأرشي عفاريت الجن ليخبروني أسرارك
وسأصادق ملائكة السماء ليباركوا خطواتك
وسأنحت شفتيك على أبواب المعابد
وسأجمع الأطفال من حولي وأخبرهم عن حرير أناملك
وسأخبر كل يمامة ألتقيها عن قبلتنا الأولى
وسألتقط الفراشات لأفصّل لك فستان عرسك
وسأقطع حروف اسمك من جميع الصحف والمجلات،
كي لاتسقط سهواً على الأرض
وسأرتشف عطرك من مدرستك القديمة
وسألملم بصماتك من أدراج الجيران ، ودكاكين الحي ،
وسأنقب الأرض عن ماء إستحمامك
فأنا الآن أكتشف سر عطر الياسيمين
وسأهجر هويتي وسجلات نفوسي وألتجئ إلى أدراجك
وأختبئ بين مذكراتك القديمة ، يامصرع كل مغامراتي السابقة
فالزمن ملكك الآن ،
والأوراق تقف في الطابور جائعة لأسرارك
والأقلام تجندت لتتغزل بجمالك حتى آخر نقطة حبر
وربيعك أشترى أسهم الشتاء ،
وسافر الخريف عندما أخبره السنونو عن ضحكاتك
وأوقفت الشمس قطارها فوق سمائك معلنة برنامجاً جديداً لدورتها ،
ونشر القمر إعلاناً في الصحف يبحث عن وظيفة ليربي نجومه.....
حسناً سأكتفي
نعم أحبك
******************************************
كيف أكتب عن الحب ، وقلم عقلي بيدك
كيف أكتب عن الإشتياق ، وأنا الإشتياق
كيف أرى نفسي من دون مرآة ، فأنت بعيدة . والعشاق يتوزعون في الشوارع ،
كإشارات المرور ويتعانقون في السيارات وكأن الحب زجاجة مشروب غازي ،
حتى المرأة أصبحت كزجاجة البيرة يسهل الحصول عليها .
ربما وحدتي هي التي تكتب الآن فالورق نافذة على العالم ، والقلم لايحتاج إلى تأشيرة دخول إلى أي جسد أو منزل.
فهو متهور ، يكتب ويرسم ويحلم ويمارس الحب ويقذف حبرة على الورق فيفتح غشاء السطور فتحمل الورقة قصيدة خالدة .
فجينات الحبر لاتموت عكس جينات البشر .
وحدتي رصيف كرصيف الكورنيش ، وجوه تمر ، ووجوه أتذكر أين رأيتها ، ووجوه
تمر وكأنها خيالات ، وأنت ضميري المستتر وجميع حروف جري ، ولاؤك الناهية
تعلقيها كأيقونة على صدرك بسلسة كل حلقة فيها أسبوع من عمري
أدمنت الوحدة وحتى أمسيت أخاف البشر ، ولكن وحدتي كالجدة التي تروي حكايات
عنك قبل أن تنام فهي لاتعلم أن روايتك أطول من رواية ألف ليلة وليلة ،
وجدتي لاتعلم بأني أستغلها لتروي عنك قصص جديدة أو توصفك بوصف جديد على
عيوني فهي دائماً تنام قبلي فأكمل القصة على طريقتي بدون نهاية .