قد كان لي قلب يغامر في البحار بلا ملل
قمر تهدهده المنى ..وهج يداعبه الأمل
عاش النعيم بحلمه ..ذاق من الشهد العسل
قاد السفين لوهلة فجنى جراحا لم تزل
...
و اليوم أنعي قائدي..هل من خليف من بدل؟
ناجيت كل جوارحي رفضت وصاح بي العقل:
أنا إن توليت الزعامة فمُصاب قلبكِ جلل
ومن الردى أن الفؤاد محشرجا و به علل
صاح الدفين :واظالمه ـ ومن سذاجته ذُهل ـ
كيف الزعامة في بلادكِ تستباح بلا خجل؟
...
قد شيّد القلب القصور وعاش مأسور رجل
أما و قد جرح الكرامة و بكت منه المقل:
لا سلطة لك في بلادي احزم حقيبك وارتحل
ارحل بعيدا يا فؤادا قرّب مني الأجل
ارحل كما رحل السراب فها هو القمر أفل
رُحماك قلبي ودّع العرش الجريح على عجل
سر بسلام ..كنت رُبّان السعاده وخير خِل